خبير بيئي: تونس مدعوة لاتخاذ هذه الاجراءات للحد من تداعيات تغير المناخ
حذّر الخبير في المجال المناخي والبيئي حمدي حشاد من أنّ عدم تبني السلطات في تونس لسياسات ولاستراتيجية للتعامل مع التغيرات المناخية والحدّ من العوامل المساهمة فيها، سيكون له انعكاسات كارثية، مشددا على ضرورة وضع مخطّط يتضمّن إعادة تشكيل الخارطة الفلاحية وتكثيف الاعتماد على الطاقات المتجدّدة وحوكمة استغلال المياه وعقلنة الاستهلاك ورفع مستوى التشجير واعتماد نموذج تهيئة عمرانية صديقة للببيئة.
وقال في مداخلة في برنامج ميدي شو الجمعة 4 أوت 2023، إنّ التقارير العلمية الصادرة منذ سنوات تؤكّد أنّ المؤشرات حول ارتفاع حرارة الأرض تتجه نحو الأسوأ، في حال لم تتقلص انبعاثات الغازات الدفيئة، مشيرا في هذا الخصوص إلى "سيناريوهات سوداوية"، ومعتبرا أنّ سيناريوهات الخيال العلمي في السينما الهوليودية باتت أقرب للواقع، وفق وصفه.
ولفت إلى أنّ شهر جويلية الماضي سجّل أعلى معدل درجات حرارة على كوكب الأرض لم يتم تسجيله منذ 127 ألف سنة، مضيفا أنّ جويلية 2023 كان الشهر الأشدّ حرارة منذ انطلاق تسجيل درجات الحرارة على مستوى العالم.
وأشار إلى تكرّر الظواهر المناخية العنيفة في البحر الأبيض المتوسط على غرار العواصف، وهي كلّها مؤشرات خطيرة حول تدهور الوضع المناخي، منتقدا غياب الحلول الجدّية على مستوى العالم للحدّ من هذا الوضع المتدهور.
وليست تونس في منأى عن التداعيات المتوقّعة نتيجة للتغيرات المناخية وهو ما يُحتّم، بحسب تقدير محدّثنا، ضرورة وضع استراتيجية شاملة تتضمّن الإجراءات الكفيلة بالحدّ من هذه التداعيات.
فعلى مستوى القطاع الفلاحي، قال حشّاد إنه لا يمكن المواصلة بنفس الخريطة الفلاحية الحالية والاعتماد على تصدير منتوجات تستنزف الموارد المائية، في حين أنّ البلاد تشكو من شحّ مائي في ظلّ تكرر فترات الجفاف بوتيرة أكبر مما يدعو إلى إعادة ترتيب الأولويات الفلاحية.
كما أكد الحاجة الملحة لإعادة هيكلة استخدام المياه بفعالية، لافتا في هذا الصدد إلى وجود إسراف كبير في الموارد المائية، رغم محدوديتها، مشيرا إلى أنّ 80 بالمائة من المياه غير مستغلة على النحو المطلوب، وفق قوله.
وعلى مستوى الطاقة، أكّد على ضرورة الاعتماد بشكل أكبر على الطاقات المتجددة والتقليل من الإعتماد على التوريد.
كما أشار إلى ضرورة تدعيم المناطق الخضراء والغابات ورفع نسق التشجير واعتباره كأولوية مطلقة وتصنيفه كمسألة أمن قومي.
ويرى ضيف ميدي شو من جهة أخرى، أنه من المؤكد إعادة النظر في نموذج التهيئة العمرانية وتبني نموذج يقوم على انشاء بناءات صديقة للبيئة وسكن ملائم لمختلف الفصول.
وبالإضافة إلى ذلك، شدّد حمدي حشاد على ضرورة عقلنة الإستهلاك وأنّه لا يجب أن يتواصل دون حسيب ولا رقيب، على حدّ قوله.